هذا التخريج للأخ عصام بن بديع العوضي جزاه الله خيراً وقد طلب مني إنزاله في الملتقى فنسأل الله له التوفيق .
تخريج حديث خوات بن جبير ( ما فعل شراد جملك )
قال الطبراني : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بن خَالِدٍ الْمِصِّيصِيُّ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بن مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن حَازِمٍ ، ح
وَحَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ أَحْمَدُ بن سَهْلٍ الأَهْوَازِيُّ ، حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بن مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بن جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ زَيْدَ بن أَسْلَمَ يُحَدِّثُ ، أَنَّ خَوَّاتَ بن جُبَيْرٍ ، قَالَ : نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظَّهْرَانِ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي فَإِذَا أَنَا بنسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ ، فَأَعْجَبْنَنِي ، فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا وَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قُبَّتِهِ ، فَقَالَ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ ؟ , فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِبْتُهُ واخْتَلَطْتُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جَمَلٌ لِي شَرَدَ ، فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ ، فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَدَخَلَ الأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خَضِرَةِ الأَرَاكِ ، فَقَضَى حَاجَتَهُ وَتَوَضَّأَ ، فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ، أَوْ قَالَ : يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ جَمَلِكَ ؟
ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ ، إِلا قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ ؟ , فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، واجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِجْرِهِ فَجْأَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذْهَبَ ويَدَعُنِي ، فَقَالَ : طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ قَائِمًا حَتَّى تَنْصَرِفَ ، , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ لأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأُبْرِئْنَ صَدْرَهُ ، فَلَمَّا قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ ؟ , فَقُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ ثَلاثًا ، ثُمَّ لَمْ يُعِدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ .
قلت : أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4146)، و أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (2255)من طريق الطبراني ، وابن الجوزي في المنتظم (2/131)، المزي في تهذيب الكمال (8/349)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (16105): رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد وهو ثقة.أه
قلت : و شيخ الطبراني الهيثم بن خالد ضعفه الدارقطني انظر ميزان الاعتدال للذهبي (4/321) التقريب لابن حجر(2/277)، لسان الميزان له (3/259) ، و أما الأهوازي فلم أقف له على ترجمة و ليس للمصيصي ، والأهوازي ذكر في الصحيحين فأنى يكون أحد الإسنادين رجاله رجال الصحيح ؟
قال محمد بن يوسف الصالحي في سبل الهدى (7/114) : رواه الطبراني وابن عساكر برجال ثقات. انتهى
قلت : هذا إسناد ضعيف لانقطاعه و إن كان رجاله ثقات فلا يعني هذا الاتصال فقد قال الإمام ابن أبي حاتم عن أبيه : خوات بن جبير الأنصاري مدينى له صحبة روى عنه ابن أبى ليلى وبسر بن سعيد ، و زيد بن أسلم مرسل، سمعت أبى يقول ذلك.أه الجرح و التعديل (3/392) و قال المزي في تهذيب الكمال : روى عنه: بسر بن سعيد، وربيعة بن عمرو شيخ لزيد بن أسلم، و زيد بن أسلم ولم يدركه... انتهى (8/348) ، و تابعه الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب فقال : خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري أبو عبد الله ويقال أبو صالح روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أحاديث وعنه ابنه صالح وعبد الرحمن بن أبي ليلى وبسر بن سعيد وغيرهم وأرسل عنه زيد بن أسلم ...انتهى (3/147) فهؤلاء الأئمة ـ أبو حاتم الرازي ، المزي ، ابن حجر ـ الثلاثة أنكروا سماع زيد بن أسلم من الصحابي الجليل خوات بن جبير ـ رضي الله عنه ـ
و قال إبراهيم بن المنذر الحزامى : حدثنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : أن جده زيد بن أسلم توفى سنة استخلف أبو جعفر فى العشر الأول من ذى الحجة سنة ست و ثلاثين و مئة .
و قد أنكر ابن معين سماعه من جابر بن عبد الله (توفي بعد 70 هجريا)، و أبي هريرة (توفي 59 هجريا) وبين وفاتيهما _ أعني زيدا و أبا هريرة _ (سبع و سبعون سنة )فكيف بخوات _ رضي الله عنه _ و قد توفي (40هجريا) كما نقله ابن عبد البر فقال: قال ابن إسحاق : لم يشهد خوات بن جبير بدرا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب له بسهمه مع أصحاب بدر وشهدها أخوه عبد الله بن جبير يعد في أهل المدينة
توفي بها سنة أربعين وهو ابن أربع وتسعين وكان يخضب بالحناء والكتم . انتهى من الاستيعاب لابن عبد البر (1/135) ، و انظر الإصابة لابن حجر (2/347) ، سير النبلاء للذهبي (2/330) تهذيب الكمال للمزي (8/350)
فبين وفاة خوات _ رضي الله عنه _ و بين وفاة زيد بن أسلم "ست و تسعون سنة" وقد أنكر سماعه ممن تأخرت ـ تسعة عشر سنة ـ و فاته عن هذا التاريخ ابن معين ، و أبو زرعة الرازي فكيف بمن تقدم موته ؟ راجع جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي تجد جملة ممن أرسل عنهم (1/178)
و قد استنبط بعض الفضلاء منه هذه الفوائد
المربي صاحب الهيبة يستحي منه من لابس المعصية إذا مرّ به
ــ إن نظرات وسؤالات المربي ـ على وجازتها وقصرها ـ لها دلالاتها الكبيرة وأثرها في النفوس
ــ عدم مناقشة العذر الملفّق لحظة سماعه ـ مع وضوح الثغرة فيه ـ والإعراض عن صاحبه يكفي في إشعار المخطئ بعدم قبوله مما يدفعه للتوبة والاعتذار، وهذا يُؤخذ من قوله " فمضى".
ــ المربي الجيد هو الذي يجعل المخطئ يشعر بالاستحياء منه الموجب للتواري عنه، والحاجة إليه الموجبة للإتيان إليه. ثم يتغلب الثاني على الأول.
ــ إن تغيير الموقف من المخطئ ينبني ـ في مثل هذه الحالة ـ على إظهار اعترافه ورجوعه عما حصل منه.
إن موقع المربي والقدوة في نفس أصحابه كبير وعظيم ولومه لبعضهم أو تخطئته تقع بموقع وقد يلاحظ المربي مصلحة أشخاص آخرين في إنكاره على أحد أصحابه من أجل المنفعة العامة ولكن هذا لا يعني ترك الأثر السلبي الخاص باقيا بل يُمكن تداركه ومحو أثره بطرق منها المعاتبة من قِبَل التابع ولو بطريق واسطة كما فعل المغيرة بتوسيط عمر رضي الله عنهما وفي المقابل إيضاح الموقف والتأكيد على مكانة التابع وحسن الظنّ به من قِبَل القدوة والمربي . انتهى جزاه الله خيرا
لكن اثبت العرش ثم انقش ؟
قال الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه القيم الصارم المنكي : وقد علم أن المستدل بالحديث عليه أن يبين صحته ، ويبين دلالته على مطلوبه ، وهذا المعترض لم يجمع في حديث واحد بين هذا وهذا ، بل إن ذكر صحيحاً لم يكن دالاً على محل النزاع ، وإن أشار إلى ما يدل لم يكن ثابتاً عند أهل العلم بالحديث . انتهى ص 16
من غرائب هذا الحديث الضعيف في وصف خوات رضي الله عنه
1ـ جرحه لصحابي جليل بما لم يثبت عنه بسند يحتج به.
1ـ نظره للنساء .
2ـ جلوسه إليهن .
3ـ التجمل للنساء الأجنبيات .
4ـ كذبه على النبي صلى الله عليه و سلم .
5- اجتناب المسجد و يلزم منه ترك الجماعة .
6- ترك مجالسة النبي صلى الله عليه و سلم و ما قد يفوته من أحكام .
7- تطويله في الصلاة لغير مقصد صحيح .
من غرائب هذا الحديث الضعيف في وصف الرسول صلى الله عليه و سلم
1- كثرة التعريض بخطأ المخطأ .
2- تكلم الصحابي في الصلاة لغير حاجة .
3- الأسلوب العجيب في المحاورة (فلست قائما حتى تنصرف )
و قد بوب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ باب مَنْ لَمْ يُوَاجِهِ النَّاسَ بِالْعِتَابِ .
و قال : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَتْ عَائِشَةُ صَنَعَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّىْءِ أَصْنَعُهُ ، فَوَاللَّهِ إِنِّى لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً » (6101) ،مسلم (6257)
و قال : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ أَبِى عُتْبَةَ مَوْلَى أَنَسٍ - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِى خِدْرِهَا ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِى وَجْهِهِ . انتهى (6102)، مسلم (6176)
قال النووي في شرحه على مسلم : فِيهِ الْحَثّ عَلَى الِاقْتِدَاء بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّهْي عَنْ التَّعَمُّق فِي الْعِبَادَة ، وَذَمّ التَّنَزُّه عَنْ الْمُبَاح شَكًّا فِي إِبَاحَته . وَفِيهِ الْغَضَب عِنْد اِنْتَهَاك حُرُمَات الشَّرْع ، وَإِنْ كَانَ الْمُنْتَهِك مُتَأَوِّلًا تَأْوِيلًا بَاطِلًا . وَفِيهِ حُسْن الْمُعَاشَرَة بِإِرْسَالِ التَّعْزِير وَالْإِنْكَار فِي الْجَمْع ، وَلَا يُعَيَّن فَاعِله ، فَيُقَال : مَا بَال أَقْوَام ؟ وَنَحْوه . (8/75)
و قال : هُوَ مُوَافِق لِلْمَعْرُوفِ مِنْ خُطَبه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْل هَذَا أَنَّهُ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا فَخَطَبَ لَهُ ذَكَرَ كَرَاهِيَته ، وَلَا يُعَيِّن فَاعِله ، وَهَذَا مِنْ عِظَم خُلُقه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّ الْمَقْصُود مِنْ ذَلِكَ الشَّخْص وَجَمِيع الْحَاضِرِينَ وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يَبْلُغهُ ذَلِكَ ، وَلَا يَحْصُل تَوْبِيخ صَاحِبه فِي الْمَلَأ . انتهى (5/72)
فإن قال قائل ألا يؤخذ به في فضائل الأعمال ؟
يقال له : أخي هذ الحديث جاء بمثالب لصحابي جليل أديب ، و بوصف لا يعهد للنبي - صلى الله عليه وسلم – غريب فأنى الفضائل فيه ؟
مع أن ابن حجر قال يعمل بالحديث الضعيف في الفضائل بشروط
1- أن يندرج تحت أصل معمول به .
2- أن لا يشتد ضعفه .
3- أن لايعتقد عند العمل به ثبوته .
فأين حديثنا من تلكم الشروط انظر رسالة الشيخ عبد الكريم الخضير ( الحديث الضعيف و حكم الاحتجاج به)ص 245-316
قال الشيخ عبدالكريم الخضير : اختلف العلماء في حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف في الفضائل و الأحكام على ثلاثة آراء
الرأي الأول : يعمل به مطلقا في الأحكام و الفضائل و الترغيب بشرطين :
الأول : أن يكون ضعفه غير شديد لأن ما اشتد ضعفه فهو متروك عند العلماء كافة .
الثاني : أن لا يوجد في الباب غيره، و أن لا يكون في الباب ثمة ما يعارضه .انتهى ص 249
قلت : حتى عند القائلين بالجواز يطرح هذا الحديث لأربعة أسباب :
الأول : ضعف المصيصي ، الأهوازي مع الانقطاع بين زيد ، و خوات ـ رضي الله عنه ـ فاجتماع ضعفين أشد من انفراد أحدهما .
الثاني : هذا الحديث يدخل في أي باب ؟ إن قلنا في النصيحة ، أو التربية ، أو .....فيوجد في الباب ما يغني عن الاحتجاج بمثله .
الثالث : ثمة ما يعارضه من رفق النبي - صلى الله عليه وسلم – بأمته و تخولهم بالموعظة ، و ترك التعيين ، و حب الستر، و غير ذلك من مكارم الأخلاق .
الرابع : هذا الحديث شحن بعدة مثالب لذاك الصحابي فأي فائدة ترجى من ورائه ؛ بل قد يتجرأ البعض على ارتكاب المعاصي بحجة أنه فعل صحابي .
الخامس : ليس كل حق يقال و بوب الإمام البخاري في صحيحه :
باب مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لاَ يَفْهَمُوا
وَقَالَ عَلِىٌّ : حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِىٍّ بِذَلِكَ .
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَمُعَاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ « يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ » . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ . قَالَ « يَا مُعَاذُ » . قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ . ثَلاَثًا .
قَالَ « مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ » . قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا قَالَ « إِذًا يَتَّكِلُوا » . وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا. انتهى (128)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ ذُكِرَ لِى أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِمُعَاذٍ « مَنْ لَقِىَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ » . قَالَ أَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ « لاَ ، إِنِّى أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا » .انتهى (129)
و قال الإمام مسلم في صحيحه : حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِىُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ كُنَّا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِى نَفَرٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا وَفَزِعْنَا فَقُمْنَا فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَخَرَجْتُ أَبْتَغِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى أَتَيْتُ حَائِطًا لِلأَنْصَارِ لِبَنِى النَّجَّارِ فَدُرْتُ بِهِ هَلْ أَجِدُ لَهُ بَابًا فَلَمْ أَجِدْ فَإِذَا رَبِيعٌ يَدْخُلُ فِى جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئْرٍ خَارِجَةٍ - وَالرَّبِيعُ الْجَدْوَلُ - فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَبُو هُرَيْرَةَ ». فَقُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « مَا شَأْنُكَ ». قُلْتُ كُنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَقُمْتَ فَأَبْطَأْتَ عَلَيْنَا فَخَشِينَا أَنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا فَفَزِعْنَا فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ فَأَتَيْتُ هَذَا الْحَائِطَ فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ وَهَؤُلاَءِ النَّاسُ وَرَائِى فَقَالَ « يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ». وَأَعْطَانِى نَعْلَيْهِ قَالَ « اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ » فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ فَقَالَ مَا هَاتَانِ النَّعْلاَنِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ هَاتَانِ نَعْلاَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَنِى بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ. فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَىَّ فَخَرَرْتُ لاِسْتِى فَقَالَ ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً وَرَكِبَنِى عُمَرُ فَإِذَا هُوَ عَلَى أَثَرِى فَقَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ». قُلْتُ لَقِيتُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِى بَعَثْتَنِى بِهِ فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَىَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لاِسْتِى قَالَ ارْجِعْ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا عُمَرُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى أَبَعَثْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ مَنْ لَقِىَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ. قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ فَلاَ تَفْعَلْ فَإِنِّى أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَخَلِّهِمْ ».
و أسأل الله الكريم أن يفقهنا في ديننا ،و يغفر لنا و لوالدينا و للمؤمنين ذنوبنا ، و صل اللهم على نبينا و على آله و صحبه أجمعين .
كتبه
عصام بن بديع العوضي أبو أحمد
مكة المكرمة12/4/1430هجريا